نبض الحب

في زمن تاهت فيه معاني الكلمات وأصبح فيه الناس ماهياش ناس وخلت القلوب من المشاعر والانسانيات وعز فيه الضحك أو حتي الابتسام‏,‏ في حين أن حياتنا ليست إلا لحظة من عمر الزمن‏,‏ وبالرغم من ذلك يعترض الكثيرون منا علي إحتفال المصريين بعيد الحب الغربي‏,‏ ولكن هناك من يحتفلون به والسؤال الآن نحتفل به في فبراير أم يكفي الاحتفال بعيد الحب المصري يوم‏4‏ نوفمبر؟ فهل الإجابة أن علينا إستغلال كل الفرص المتاحة لنتذكر جميعا بأن هناك معني كبيرا اسمه الحب‏..‏ حب الله حب الآخر حب العطاء الحب الرومانسي فهو ليس حالة عاطفية فحسب ولكنه حالة دافعية كذلك وهو أساس بقائنا تماما مثل الجوع والعطش لأنه يدفعنا للتواصل مع الآخرين‏..‏ كما أن مستقبل الجنس البشري يعتمد علي هذا الإحساس‏..‏ وبالرغم من ذلك لا يعرفه ولا يشعر به إلا قلة قليلة في زمن تبدلت فيه معني هذه الكلمة بحب المصلحة وحب المادة فهل آن الأوان لنغير من صور الاحتفال بهذا العيد ونستفيد من كل مناسبة بوضعها في صور ونماذج مختلفة تؤكد المعني الحقيقي والشامل والسامي لها‏..‏ فقد نغير بذلك الصورة المحزنة التي أصبح عليها المجتمع المصري والمجتمعات العربية بوجه عام لعلهم يستيقظون ويعلمون أن الحب هو المعني الحقيقي في هذه الحياة فهو ليس فقط الحب بين الرجل والمرأة ولكنه الحب بمعناه الشامل‏.‏ وتقول أنيت جودهارت استاذة الطب النفسي في جامعة شيفلد أن الامتنان أكبر قوة تحويلية في العالم لأنه تعبير عن الحب فالذين يصفون أنفسهم بصفة الامتنان يتمتعون بحيوية أكبر وتفاؤل تجاه حياتهم لذا لا يعانون من كل هذا القلق بشأن مستوي الحياة والوضع الإجتماعي ويعتبرون أنفسهم سعداء راضين فالممتنون عامة أكثر إدراكا روحيا وأقرب إلي تقدير قيمة الأخرين في حياتهم‏,‏ فعلينا أن نبدأ يومنا خاصة في أعياد الحب بقلب ممتن لغرس شيء إيجابي يؤثر فينا طوال اليوم كما أن علينا أن ننهي يومنا بالامتنان لكي نساعد أنفسنا في إبعاد المشاعر السلبية ومن الصور الأخري للحب علي حد قول د‏.‏ أنيت أن الشكر والتقدير هما إظهار حبنا لشخص أخر هذا يمنحنا المتعة ويرفع معنويات الشخص الآخر‏,‏ فما هو شعورنا حينما يميزنا بالتقدير شخص ما لعمل أحسن القيام به‏,‏ ما الذي يحدث حينما نبدي الشكر والتقدير لطفل صغير؟ سوف ترتفع معنوياته‏.‏ فلكل انسان احتياج إلي من يقدره ويحبه‏..‏ فعلينا أن نبدأ بذلك في عيد الحب ونكرره مرات كثيرة لكل من حولنا ومن يهمنا أمرهم وهناك آلاف الوسائل المختلفة لإبداء التقدير للآخرين‏.‏ علينا أن نوظف قدراتنا الابداعية فلا شيء أعظم من التقدير والتشجيع لشخص يحتاج إليهما‏.‏ فهذه صورة من صور التعبير عن الحب وتقول جورج إليوت لا أريد أن يحبني الناس فحسب ولكن أريد أن أسمع منهم أنهم يحبونني‏..‏ ولأنه من السهل أن نكون ممتنين لكل الهبات الرائعة التي لدينا‏..‏ ماذا عن الشكر والامتنان في الضراء أيضا هل يمكننا أن نكون ممتنين للألم والمصاعب أيضا؟ إن الشخصية تتكون في أوقات الشدة والمحن‏,‏ فإننا نتغير ونتعلم من دروس الحياة المؤلمة أو من دون الألم كيف يتسني لنا معرفة السعادة أو المتعة أو الحب‏,‏ أن عمل الجمعيات الخيرية صورة من صور حب الآخرين التي تعطي سعادة للقائمين بها خاصة عند المساهمة في إعادة المأوي للفقراء أو الكرامة للمرضي يقول جوته ليس في العالم ما يجعل الإنسان ضروريا لأخيه الإنسان إلا المودة والحب‏.‏ فبعد ذلك يمكننا تغيير صورة الاحتفال بعيد الحب؟



:)