مصر‮..‬من الانگسار إلي الانتصار

مصر‮..‬من الانگسار إلي الانتصار

:x

تحتفل مصر اليوم بذكرى 6 اكتوبر وعالمنا العربي والاسلامي،‮ ‬بذكري أروع الانتصارات في السادس من أكتوبر‮.‬
‮٥٣ ‬عاما‮ ‬مرت علي تلك الأيام المجيدة في تاريخ مصر والمصريين،‮ ‬وكل أبناء العروبة،‮ ‬عندما استطاعت إرادة الانسان المصري أن تجتاز كل العوائق والمستحيلات،‮ ‬وتصنع نصرا‮ ‬يخلده التاريخ في أنصع صفحاته‮. ‬ورغم تلك السنوات،‮ ‬لاتزال دروس أكتوبر المجيدة زادا‮ ‬ينهل منه أبناء مصر،‮ ‬وهم‮ ‬يتذكرون بكل الفخر والاعتزاز تلك اللحظات،‮ ‬التي ارتفعت فيها هاماتنا بعد الانكسار والذل والهوان،‮ ‬الذي تجرعنا مرارته في هزيمة ‮٧٦‬،‮ ‬التي شكلت نهاية حقبة مريرة من التخبط والعشوائية‮.‬

من ‮٥٣ ‬سنة،‮ ‬في أكتوبر خرجت مصر كلها لتؤكد رفضها الهزيمة والانكسار،‮ ‬وكان قرار الراحل العظيم أنور السادات ببدء حرب التحرير ميلادا‮ ‬جديدا‮ ‬لمصر وشعبها،‮ ‬وجيشها الذي لم تتح له الفرصة للحرب في ‮٧٦. ‬وحقق أبطالنا انتصارا‮ ‬زلزل اسرائيل،‮ ‬التي عاشت في وهم القوة التي لا تقهر،‮ ‬والجيش الذي لا‮ ‬يهزم‮.‬
حلقت نسور مصر في سماء العزة والكرامة،‮ ‬لتحقق أعز وأغلي الانتصارات‮.‬
من ‮٥٣ ‬سنة،‮ ‬سجل تاريخ العسكرية المصرية اسم الفريق أول محمد حسني مبارك،‮ ‬ضمن القادة العظماء الذين كتبوا سطورا مضيئة في لوحة النصر‮.‬
من ‮٥٣ ‬سنة مضت،‮ ‬لم يكن مبارك يعرف،‮ ‬ولم نكن نعرف،‮ ‬انه سيكون القبطان الذي يبحر بسفينة الوطن إلي شاطئ الأمان‮. ‬واختيار الرئيس الراحل أنور السادات للفريق أول محمد حسني مبارك نائبا له،‮ ‬لم‮ ‬يكن مجرد تكريم لأحد صناع النصر،‮ ‬بقدر ما كان تجسيدا‮ ‬لرؤية متكاملة لمستقبل مصر،‮ ‬وضرورة وجود قيادات قادرة علي تحمل تلك المسئوليات الجسام‮.‬
كانت عيون السادات كقائد أعلي للقوات المسلحة ترقب عن قرب ملامح شخصية قائد الطيران محمد حسني مبارك وانضباطه،‮ ‬وقدرته الفائقة علي اتخاذ القرار،‮ ‬ومن واقع ملف خدمته كطيار،‮ ‬مرورا‮ ‬بكل المناصب القيادية التي تولاها بسلاح الطيران‮. ‬ودوره الفذ في إعادة بناء قوة الطيران المصرية،‮ ‬وإعادة تحديث وتطوير أسطول الطيران،‮ ‬رغم الامكانيات المتواضعة‮. ‬بالاضافة لدوره في اعداد القوة البشرية من الطيارين والفنيين المؤهلين‮. ‬وإذا كان التاريخ قد سجل بأحرف من نور وقائع الضربة الجوية،‮ ‬باعتبارها المفتاح الرئيسي للنصر،‮ ‬فإن الحقيقة تؤكد أن رجالنا البواسل من الطيارين المصريين كانوا وراء هذا النجاح،‮ ‬بفضل عمليات الاعداد المكثفة والتدريبات الشاقة،‮ ‬التي مروا بها،‮ ‬والتي كان الطيار حسني مبارك هو الذي رسم مراحلها،‮ ‬وحدد خطواتها،‮ ‬من واقع ايمانه العميق بأن قدرات المقاتل المصري،‮ ‬قادرة علي تعويض أي نقص في الأسلحة والمعدات‮.‬
إن القرار الخطأ في أي مجال من المجالات،‮ ‬تكون له تأثيرات سلبية تختلف من مكان لآخر،‮ ‬ولكن في مهنة الطيران فإن القرار الخطأ يعني الموت‮. ‬وبالتالي،‮ ‬فإن أي قيادة في مجال الطيران تعرف مسبقا،‮ ‬وتدرك أهمية الدراسة الكاملة والتقدير السليم للموقف،‮ ‬قبل اتخاذ القرار‮.‬
في هذه المدرسة تعلم حسني مبارك،‮ ‬وهذه ميزة كبري ظلت ملازمة له بعد ان تولي مسئولية الرئاسة،‮ ‬القرار لا يصدر من فراغ،‮ ‬أو وليد‮ ‬غضب أو انفعال وتأثر‮. ‬القرار لابد ان تسبقه دراسة جادة،‮ ‬واختيار بين بدائل متعددة،‮ ‬وصولا إلي هدف محدد،‮ ‬وهذه الميزة تجعل اصحابها يميلون إلي الهدوء والسكينة،‮ ‬حتي في أشد المواقف الصعبة،‮ ‬ليكون القرار في النهاية صائبا ومحققا للهدف،‮ ‬وبعيدا عن أي تسرع أو انفعال‮.‬
كم من مواقف وأزمات،‮ ‬كانت حكمة الرئيس مبارك،‮ ‬وتأنيه وهدوؤه سببا في ان تجتازها مصر بهدوء،‮ ‬ودون أي تأثيرات سلبية‮.. ‬ولاشك ان قضية السلام في الشرق الاوسط،‮ ‬كانت إحدي القضايا التي اعطتها مصر اهتماما كبيرا ولايزال لارتباطها الوثيق بالأمن العربي،‮ ‬الذي تملك مصر مقدراته كلها،‮ ‬وتحاول جاهدة الدفاع عنه،‮ ‬رغم ما قد يسببه ذلك من مشاكل وتحديات‮.‬
‮٥٣ ‬سنة،‮ ‬خاض خلالها الرئيس مبارك معارك كثيرة،‮ ‬لا تقل ضراوتها عن معركة اكتوبر المجيدة،‮ ‬معركة إعادة بناء مصر،‮ ‬وترسيخ قيم الديمقراطية والحرية،‮ ‬والانفتاح الواسع علي العالم من حولنا،‮ ‬في عصر لا يقبل بالعزلة،‮ ‬ومعركة بناء السلام من أجل خير الإنسانية،‮ ‬ورخاء الشعوب‮.‬
وبعد ‮٥٣ ‬سنة،‮ ‬لايزال الربان الماهر يمسك‮ ‬بالدفة في مسيرة وطن،‮ ‬وشعب يعشق الحرية،‮ ‬ويتلمس طريقه وسط‮ ‬التحديات و الصعاب‮. ‬بعد ‮٥٣ ‬عاما،‮ ‬يكمل الرئيس مبارك عهد الوفاء لشعبه،‮ ‬الذي أحبه منذ أن ذاق معه طعم وحلاوة النصر‮.‬
واذا كانت مصر كلها تعيش فرحة ذكري انتصارات اكتوبر،‮ ‬فإننا نتذكر بكل العرفان والتقدير كل صناع النصر،‮ ‬وعلي رأسهم الراحل العظيم الرئيس أنور السادات،‮ ‬ورفاقه الابطال الذين سطروا معه أروع ملاحم البطولة والفداء‮.‬
نتذكر كل الشهداء الابرار،‮ ‬الذين قدموا حياتهم فداء‮ ‬لاوطانهم،‮ ‬وسطروا بدمائهم انشودة نصر،‮ ‬نظل نرددها ونتغني بها،‮ ‬ونستلهم منها العبر والدروس،‮ ‬ونحن نمضي مع قائد مصر الرئيس مبارك الي‮ ‬غد جديد،‮ ‬تملك فيه مصرنا كل مقدراتها،‮ ‬رافعة هامتها خفاقة بين كل الأمم‮. ‬تحرسها عناية الله،‮ ‬وتحميها سواعد فتية تقف بالمرصاد ضد كل الطامعين‮.‬
في عيد النصر نشد علي‮ ‬يدي القائد لنجدد عهد الولاء،‮ ‬واستكمال عمليات الاصلاح بروح أكتوبر العظيمة،‮ ‬وبهمة رجال لم‮ ‬يعرفوا في حياتهم معني المستحيل

شكــــــــــرا